جلس بجواره في حافلة متجهة إلى السوق. تتداعى صور في الذاكرة أنَّ هذا الشخص الجالس بجواره مألوف لديه، ولكن أين؟ ومتى؟ ومن هو؟ يحاول أن يتذكر، يعتصر الذاكرة، فلم تفلح جهوده. لما نزل من الحافلة، وذهب لشأنه، عندها فقط تذكر أن الجالس بجواره كان جاره!!
ــــــــــــــــ
اقتحام ليلي
تعالى صراخ الجارة ليلاً، ساعدوني ساعدوني، فهرع بعض الجيران بعصيهم وسكاكينهم، وجدوا الباب مفتوحاً، كانت الجارة تقف مرعوبة وهي تشير: إنه خلف الباب، أشهر أحد الرجال سكينه واقتحم المكان فلم يجد خلف الباب أحداً، فتساءل، فأكدت مشيرة بيدها المرتجفة: إنه خلف الباب. أعاد جار آخر الكرَّة، فلم يجد أحداً، فأوضحت بحزم: أنا متأكدة.... الصرصار... الصرصار خلف الباب!!
ـــــــــــــــــــــ
رصاصة في الليل
في هدأة الليل، سمع صوت عراك، ثم أعقبه صوت رصاصة من ناحية بيت جاره أبي سعيد، تململ في فراشه قليلاً، ثم عاد إلى نومه عازماً أن يشكو إلى جاره الإزعاج المتكرر من بيته وبيوت الجيران الأخرى، وعليهم أن يغلقوا النوافذ أو يخفضوا صوت التلفاز ليلاً، حتى لا يزعجوا غيرهم بالأصوات وخاصة أصوات أفلام الرعب والحركة التي تعوَّد أن يسمعها بين الحين والآخر. في الصباح، عندما همَّ أن يركب سيارته للذهاب إلى عمله لاحظ توقف سيارات شرطة أمام بيت جاره أبي سعيد، وعندما استفسر عن الموضوع قيل له أنَّ جاره أبي سعيد وُجِدَّ مقتولاً برصاصة في غياب زوجته وأولاده !!
ــــــــــــــــ
ذات أمل
جلستْ بجواره في الحافلة، وبحكم تربيته وقرويته لم يلتفت إليها، وأوهم نفسه أنها ستبادر إلى الحديث معه والتعرف إليه كعادة بعض الفتيات هذه الأيام. انتظر طويلاً ولم تحدث أية حركة تحقق الآمال التي تنمو في نفسه. أوشكت الحافلة أن تصل خط النهاية، وعندها سمع صوتها يأتيه: لطفاً يا خالتي، أين موقف حافلات الحي الشرقي؟ فالتفت إليها فإذا هي عجوز تكبر والدته بثلاثين سنة على الأقل !!
ــــــــــــــــــــ
ألعاب نارية
في ساعة متأخرة من المساء، تعالت أصوات الألعاب النارية تملأ الأجواء، وتزين صفحة الليل بألوان رائعة وأشكال جميلة. تساءل أهل الحي عن مناسبة هذه الألعاب وسببها، خاصة وأنها تنطلق قرب بيت مسؤول كبير. توقع بعضهم أنها بسبب نجاح ابن المسؤول، ولكن نفى آخرون ذلك لأن الموسم ليس موسم نتائج، هذا بالإضافة إلى خيبة الابن المتكررة. توقع آخرون أنها بمناسبة خطوبة ابنة المسؤول، ولكن استبعد هذا التفسير لأن الابنة الكبيرة متزوجة، والصغرى ما زالت صبية لم تبلغ سن الزواج. تواردت توقعات كثيرة لم تصمد أمام حجج مضادة. أخيراً جاء النبأ اليقين، فقد كان الاحتفال الصاخب بمناسبة شفاء كلب ابنة المسؤول المدلل ... ـة !!