الرشاد لمن لا يعرفه عبارة عن عشبة بسيطة، ذات طعم حريف، تؤكل، أما دلالات الاسم فلا حاجة بي لتوضيحه.
عاش في قديم الزمان قبيلتان جارتان يحب أبناؤهما الرشاد. لكنهم كانوا يختلفون، فكل قبيلة تزرع رشاداً يختلف عن رشاد القبيلة الأخرى. كانت إحداهما تزرع رشاداً أوراقه عريضة، والأخرى تزرع رشاداً أوراقه دقيقة. وكانت كل قبيلة قد صنعت صنماً للرشاد تعبده. وكان الخلاف كثيرا ما يدب بينهما، فكل فريق يدعي أن رشاده هو الأفضل.
حدث أن أحب شاب من قبيلة فتاة من القبيلة الأخرى، ولم يكن زواجهما ممكنا، وكاد أبناء القبيلتين أن يقتتلوا. لكنهم اتفقوا أخيرا أن يحكم بينهم أول مار.
كان المار شيخا جليلا. أخبروه بالخلاف وطلبوا منه الحكم. صمت الشيخ قليلا، ثم قال:
-هل تقبلون الحكم مهما كان؟
-نعم.
طلب منهم رشادهم، فجاؤا به.
طلب منهم خبزا فناولوه
صنع الشيخ لفيفتين من الرشاد بالخبز، من كل صنف لفيفة. خلطهما خلف ظهره، ثم دعا شابا من كل قبيلة، وطلب من كل واحد أن يتناول لفيفة ويأكل منها. بعد أن انتهيا سألهما:
-هل هو طيب؟
أجاب الشابان: إنه طيب.
فتح الشيخ اللفيفتين، وتبين أن كلا الشابين قد أكل من رشاد القبيلة الأخرى. هزّ الشيخ رأسه وقال:" أرأيتم؟! الرشاد واحد، ورب الرشاد واحد. حطموا أربابكم من صنع أيديكم، ولا تظلموا أبناءكم" ثم طلب منهم بذور الرشاد، خلطها، ثم قدّمها لهم وقال: ازرعوها الآن، وكلوا مما ينبت لكم.
( د. باسم الزعبي )
***
***
راما
الجنس : انثى
موضوع: رد: في البدء كانت الحكمة 2013-02-25, 9:19 pm