كان الجو ماطراً، والشمس قد اختفت وراء ستار كثيف من الغيوم السوداء التي تنذر بمزيد من المطر،
ما جعل الأرض شبه مظلمة. وكنت قد هربت من رائحة الدجاج الحيّ، إلى سيارتي، بعد أن أغلقت نوافذها المظللةـ اتقاء للرائحة وللمطر في آن واحد، في انتظار دجاجتين أودعتهما يد بائع الدجاج الذي لا يرف له جفن لقطع أعناق هذه الكائنات غير القادرة على الدفاع عن أنفسها، ورؤيتها وهي تعاني سكرات موتها.
كنت في سيارتي على بعد أمتار من مدخل المحل.
فجأة انتبهت الى الباب الذي على يمين السيارة يفتح، ويبدو طفل صغير قدرت أنه في الرابعة أو الخامسة من عمره المديد، رأيته يتأمل لوهلة برميل زبالة مغطاة يقف على بعد خطوة أو أقل منه. كنت أراه من وراء زجاج سيارتي، وهو لا يراني ولا يحس بوجودي، على بعد مترين منه لا أكثر، ونتيجة للطقس الرديء كان الشارع خالياً تماماً من المارة، رأيته ينظر يسرة ويمنة ولما تأكد من خلو الشارع، اقترب قليلاً منه، وضربه بعنف بقدمه، فزحف البرميل قليلاً في الأتجاه المعاكس له.
اتضح لي حينئذ أن الولد يريد أن يدلق تنكة الزبالة في الشارع، فابتسمت وأنا أرقبه، يلقي نظرة على اتجاهيّ الشارع، مرة أخرى، ثم يعيد ركل البرميل مرة ثانية، بعنف أكثر من الأول، ما جعله يتحرك أكثر قليلا من المرة السابقة، دون أن يندلق تلبية لرغبته.
فر الولد قليلاً ألى الداخل، بعد محاولته الثانية، ربما لأحساسه بخطر ما، أو لاستراحة المحارب الذي يريد أن يستجمع قواه ويغير من خطة نصره، بعد محاولتين فاشلتين، ورأيته يعود بعد دقيقة أو دقيقتين وعلى ملامحه اصرار أكبر، نظر يمنة ويسرة، ولما تأكد من خلو الشارع من المارة ضرب التنكة في وسطها ضربة قوية أسفرت عن نعث الزبالة الى مسافة غير قليلة، وفر هارباً الى الداخل، بعد أن أغلق الباب خلفه، وترك كل شيء نهباً للمطر وللريح.
على الأرجح أن برميل الزبالة كان تابعاً لأهله، فهل كان يقصد معاقبة من يجمعون الزبالة من الشوارع مثلاً؟ أم أن العملية محض استجابة لحب الأذى، دون إعارة النتائج أي اهتمام يذكر؟
ضحكت بحزن، وهو يغادر ساحة المعركة بملامح القائد المنتصر، مزهواً نافشاً ريشه كالطاووس.
ترى لماذا يولد حب الأذى مبكراً لدينا؟
ــــــــــــــــــــــــ
( عيسى بطارسه )
***
***
امون
الجنس : انثى
موضوع: رد: حُبُّ الأذى .. 2013-01-12, 9:06 pm
مابعرف ليش مع انا في كل اغانينا الوطنيه بنحكي انه عنا انتماء ما اله مثيييييييييييييييل
fares
الجنس : ذكر
موضوع: رد: حُبُّ الأذى .. 2013-01-12, 11:04 pm
امون كتب:
مابعرف ليش مع انا في كل اغانينا الوطنيه بنحكي انه عنا انتماء ما اله مثيييييييييييييييل
اهلين اختي امون ,, القول وحده مايكفي ,, يعني بنشوف كثير هيك تصرفات ,, مش بس مثل ماعمل هالطفل في ابلى من هيك ,,
اقلك:
لما تكون البيئة خصبة ب سلوك سلبي ,, يتأثر الطفل بلي حواليه ,, ويطلع بسلوك سلبي عليه وعلى غيره ,, وهيك بيكبر لمرحلة المراهقة .. الخ وهوا ماتغير ويتزوج ويتعلم اولاده منه كل شيء سلبي \ سواء من الام او الاب
وبالنهاية مثل مانشوف خناق او هوشات او مشاكل ع اتفه الامور وتكبر وتتعقد ..
والحل بيجي من بيئته السيئة,, يعني من الأساس او الجذور ..