التعارف عبر شبكات التواصل الاجتماعية.. حب حقيقي أم وهم؟
كاتب الموضوع
رسالة
fares
الجنس : ذكر
موضوع: التعارف عبر شبكات التواصل الاجتماعية.. حب حقيقي أم وهم؟ 2012-12-13, 7:13 am
في ظل الانفتاح التواصلي الذي يتيحه الإنترنت سوءاً عبر شبكات التواصل، أو حتى على أرض الواقع التي تتيح احتكاك الجنسين مع بعضهم البعض ثمة علاقات مشوهة ونزوية تنشأ في "الخفاء ودهاليز الظلام" وتأخذ صوراً غير مشروعة, لما تحتويه من تنازلات مهينة تأخذ صوراً و إشكالات من التباسط وتبادل المشاعر ومكنونات القلب، بل الأمر يصل لتجاوزات لا تُعقل! من لقاءات وخلوات!, تتحول الفتاة فيها من محترمة إلى عشيقة!, الأمر الذي يثير التساؤلات حول سبب تجاهل الفتيات لحدود التخاطب والتواصل الشرعية بين الجنسين؟ رغم أن مراعاة الحدود يضبط التواصل من الانحراف والوقوع في الهاوية, ويفوّت الفرصة أمام المتلاعبين فلا يكون بوسعهم جرها نحو الجحيم!
"تحقيق لها أون لاين" حاول أن يرصد قصص الفتيات لمعرفة مكمن المشكلة، حرصاً منه على علاج المشكلة من جذورها.
مثقف مزيف!
م. ر ـ : كانت تشتكي له عما تعانيه من ضغوط عائلية, واضطهاد من قبل أهلها، وكان يبدي تعاطفه معها وتألمه من أجلها, ثم تطورت علاقتهما وصارحها بحبها له! فبادلته الحب الشديد, ثم هجرها وامتعضت، وعندما سعت لإعادة العلاقة اعترض وهددها, وتحول الحنون إلى لئيم. فشهر بها أمام محيطها ومحيطه، وقام بإخراج ما كان يخزنه ضدها، وأوهم الجميع بأنها هي التي تحبه وتلاحقه وكأنه لم يزعجها بحبه!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبها ثم هجرها بدون سبب!
عاشقة المطر ـ 18 عاما تقول بألم: أحببت مرة واحدة بالفيس بوك محاميا شهيرا, لكن علاقتي فشلت بذلك الرجل لا أدري ما السبب! لقد قابلته واقعيا و كلمته هاتفيا، كان محترما وراقيا و إنسانا رائعا.
هذا الرجل أتعبني فبسبب حرصي على مرضاته، تألمت ورغم أني أحببته إلى حد الموت لم يشفع لي ذلك, وها أنا الآن مجرد صديقة بين أصدقائه، وكأني لم ارتبط به بعلاقة سنة ونصف! قررت أن أبتعد عنه صونا لكرامتي، وندمت على هذه العلاقة بشدة. حتى إنني رفضت أي رجل يحل مكانه، ولازلت أرفض زواجي بأي شاب فلا زالت جروحي تنزف، ولا أريد أن أدخل بتجربة زواج مرة أخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثقف متحرر يغرر بقاصر!
ل.م ـ 16عاما ـ تقول: "تعرفت عليه في الإنترنت وكنت أتواصل معه باستمرار، أحببته من كل قلبي, لكنه لم يقدر مشاعري، وبدون مقدمات تركني ورماني للوحشة والألم والجراح، وجعلني رهينة الذكرى وأشباحها الموحشة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعب وتسلي .. لاجدية!
أما م . ج فتقول: "تعرفت عليه في إحدى شبكات التواصل، وتطورت العلاقة لمكالمة هاتفية وحب متبادل، يوما ما اكتشفت أن له علاقات متعددة مع العديد من البنات", وهكذا انسحبت قبل أن تقدم نفسها له بالمجان، فالنتيجة لعب وتسلي على حساب كرامتها وسمعتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدمت كُل شيء .. فخسرت كثيراً!
أما ط . د ـ فكانت موظفة بإحدى الشركات، عندما سألناها عن حقيقة الحب في العلاقات النتية (عبر الانترنت) قالت بإصرار : "إنها وهم" وأردفت: "إنها لا تثق بأحد مطلقاً، وعندما سألناها عن السبب؟ فاجأتنا بقصتها :"تعرفت عليه أحببته جداً، وكان عمري آنذاك عشرين عاما, تطورت علاقتي به وتعمقت فأصبحنا نلتقي وجهاً لوجه! وكنت أتعذر لأهلي بأني مع صديقاتي! ثم تطورت العلاقة بشكل سريع! وبعد ذلك اكتشفت أن له العديد من العشيقات، واكتشفت أنه محتال! وأنه امتهن التحرش باسم الحب"، عندما حاولنا معرفة المزيد حول قصتها تألمت بشدة وقالت: "إنها تحسد من لم تتورط بهذه العلاقات" وتركتنا وسط تساؤلاتنا!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا حسيب ولارقيب !
و.ج. ط : فتقول أعرف شعراء, وإعلاميين, أطباء, ورجال أعمال, ومشاهير متورطين باستدراج البنات، البعض بكل وقاحة يشارك باسمه الصريح، والبعض يتخفى باسم مستعار! لمجرد انتهاك أعراضهن والتخلص منهن بعد ذلك!, بل الأمر أصبح متبادلا، هناك نساء يتحرشن بالرجال أيضاً للانتقام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خسرت كُل شيء.. وعاشت عنوسة اختيارية!
أما س . ض ـ :عندما تطورت علاقتهما وطمئنها بحبه الصادق، دعاها إلى زيارته، فرفضت فأخذ يبتزها عاطفياً كيف لاتثقين بي؟ , وهددها بقطع العلاقة، فكيف يستمران بزعمه طالما الثقة معدومة؟! , فخرجت مكرهة حتى لا تخسر حبه فهي متعلقة به للحد الذي يصعب هجره, انتهى كُل شيء عندما وضع لها حبة مخدرة واغتصبها! لم تستوعب ما حصل إلا عندما انتهى كل شيء! وكتمت الأمر، ولم تستعن بأحد طلباً للمساعدة، وعاشت سنوات طويلة تتلحف عنوستها الاختيارية، خوفاً من انكشاف قصتها، تابت بصدق، وبكت بألم، والله يعلم كيف عاشت تلك السنوات الطويلة رهينة لشبح ذكرى موجعة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعلامي مرموق ..بلا ضمير!
م . و ـ "كانت البنت البكر، وكانت المسؤولة عن عائلتها رغم أنها عاطلة عن العمل!, ولا يوجد لها مصدر رزق, استعانت يوماً بمدير مكتب جريدة لتطلعه على حالتها الإنسانية، وأبدى تعاطفه الشديد معها، وأصبح يتواصل معها يومياً بالنت حتى صارحها بحبه! وتطورت العلاقة للمحادثة بالهاتف وعندما ساءت الظروف العائلية بسبب تعرض أخيها لحادث مروري شنيع أدخله العناية المركزة، ضاقت بها الأرض بما رحبت، لأن أخاها حالته الصحية تستلزم أن ينقل من المستشفى وحالتها المادية سيئة للغاية، أثناء ذلك الظرف الإنساني المؤلم خلع قناع الإنسانية المزيف وساومها على الشرف! كي يخلصها من جحيم المعاناة! صدمت فلم تتوقع أنه بهذه الحقارة أن يصل الأمر ليساومها على شرفها هكذا بكل بساطة!
كادت تغرق وتسلم نفسها بسبب سوء الحالة المادية الشديدة، لكن عناية الله أنقذتها من شره عندما تبرع أهل الخير وأوجدوا لها وظيفة سريعة، وشاءت مشيئة الله أن تكتشف أن هذا الرجل له سوابق في مساومة البنات المحتاجات، وأنه تعرف على العديد من الضحايا، وكان يستغل الثقة ومنصبه الإعلامي في إيهام ضحاياه بأن دوافعه إنسانية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احترق الشباب في مطاردة الوهم!
و. ض . ش ـ : "تنقلت من علاقة لعلاقة، وكنت في كُل مرة أصدق في مشاعري، ورفضت عرض الزواج التقليدي جملة وتفصيلاً، كان هناك يقين أني على صواب، وأني سوف أتوج قصة الحب بالزواج! , لكن شبابي الذي يحترق يوماً بعد يوم بمطاردة الوهم ولاشيء غير الوهمّ! جعلتني استيقظ من وهمي! والآن الندم يعتصر قلبي بشدة, ورغم ذلك خضت التجربة الأخيرة، ويصر السيناريو البغيض على إعادة نفسه بكل تفاصيله الدقيقة! وأعيد المعاناة نفسها والآلام النفسية الرهيبة ذاتها .. ياه كم استنزفت الكثير من المشاعر على لا شيء ..لا شيء!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أما م . خ . ع ـ: فكان لها رأي خاص تقول: "إن مراعاة حدود التخاطب الشرعية بين الجنسين يجنب الفتاة أي تطورات غير مشروعة, وهو الاختبار الصادق لاختبار حقيقة كثير من المشاعر، فالصادقون سيعتبرون تحفظ الفتاة حافزا لتقدم لها، فهي جديرة بالاحترام والثقة, أما المتلاعبون فسوف يرفعون راية ا لاستسلام وينسحبون بخيبة كبيرة، لأنها تعير ذاتها قيمة تمنعها من تقديم قلبها بالمجان, وقليلاً من العقلانية من تقدم نفسها بالمجان لماذا تشترى؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأي المستشار الاجتماعي ماجد البغيق
عندما سألنا المستشار الاجتماعي "ماجد البغيق" عن رأيه في العلاقات بين الجنسين وحدود التواصل، ومدى شرعية العلاقات بين الجنسين قال: إن الشخص المعني هو الذي يستطيع أن يجيب لأنه الأكثر إلماماً بتصرفاته ومدى شرعتها. فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس "رواه مسلم.
هذه القاعدة عندما نطبقها سنعرف كيف نرسم حدودنا, وكيف ننتشل أنفسنا عندما نخطئ، وسنعالج الأمر بالابتعاد عما يجرنا نحو مزيد من الأخطاء.
وما يعين الإنسان على النأي بالنفس عن الوقوع بالأخطاء فقال: "إن تدين الشخص ومحافظته على صلاته تكون له درعاً عما يقرب من الفواحش, أيضاً الاحتكام للعقل والتفكر بعقلانية، فذلك سيدلنا للصواب والصواب، و لا يقود الشخص للأخطاء.
ومن إشكالات التعارف بين الجنسين قال أ. ماجد :هناك ثلاثة إشكالات سوف تواجها الفتاة:
1_ أن خطوة خاطئة تخطوها الفتاة تجرها نحو كثير من الأخطاء المتتابعة، التي لن تستطيع التحكم بها, فبمجرد تنازلها وقبولها بمحادثته هاتفياً، يتطور الأمر لطلب صورة خاصة، أو طلب ملاقاتها ثم تنتهي بخروجهما والوقوع بالمحظور!
2_أن الشباب في مجتمعنا لا يتزوجون من الفتيات المفرطات بأنفسهن، والنهاية ستعاني من ألم الفراق، وتتمنى لو أنها لم تدخل في هذه العلاقة.
3_ أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل له أثاره المستقبلية، فحتى لو تخلصت الفتاة من هذه العلاقة لن تتخلص من آثارها على المدى البعيد؛ لأنها ستدخل في إشكال التحسر على الماضي، وإجراء مقارنات بين الحبيب والزوج, وبالتالي من الطبيعي أن ترجح كفه الحبيب عند أي خلاف لأن علاقتها بالحبيب الوهمي خيالية، مبنية على التمثيل والتحايل والتودد، ولم يتح الفرصة بعد لاختبار حقيقتها بالعشرة. بينما علاقتها بزوجها واقعيه والعشرة لا تخلو مما يكدرها.
أما تعليقه حول مكمن خطوة هذه العلاقات, وهل تعود الخطورة لأن تلك العلاقات تنشأ بالسر والظلام، بعيداً عن أعين الأهل ومتابعتهم؟ , وهل ذلك هو سبب جسارة المتلاعبين والمحتالين في التمادي فعلق قائلاً:
"لأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، فسرية العلاقة تعطي الشاب طمأنينة ليعلب لعبته، لأنه مرتاح البال، وعلى ثقة بأن الفتاة بلا سند فأخطاءه ستمر بدون محاسبة! وهذا ما يجعلها فريسة سهلة له.
أما تعليقه حول تعذر البنات بتغير العصر ومخاوفهن من الزواج التقليدي فقال:
"من حقهن أن يخفن من الاقتران بالزوج، والخطأ عندما يرين حالات غير ناجحة لأزواج يختلفون بالطباع عنهن.
لكن النسيج المجتمعي له رؤيته الخاصة، وهو لا يرحب بزواج التعارف، والشباب جزء من هذا النسيج، وهو يؤمن بما يؤمن به المجتمع, فمن العبث أن تسير الفتاة نحو علاقة مرفوضة أصلاً ومعروفة النتائج، فالشاب لازال لا يتقبل فكرة الزواج من فتاة تعرف عليها في منتدى أو توتير أو فيس بوك وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
وأضاف قائلاً: "الفتاة غالباً ستعاني أشد المعاناة وهي تتنقل من علاقة لعلاقة، بحثاُ عن فرصة قلما تحدث، ولن تخلو تلك التنقلات من أثارها النفسية المؤذية وصدماتها المتتالية.
وحتى لو وجدت من يقبل بالزواج منها لا يوجد ما يضمن لها أن هذا الشخص المثالي ذو الطباع الحسنة خلف الشاشة لا يمارس التكلف والتصنع, فالتعارف قبل الزواج لا يقيس الطباع الحقيقية.
وأيضاً لا يمكن تجاهل طبيعة الرجل العربي الغيور جداً، الذي زاد غيرته فهمه الضعيف لمقاصد الشريعة. وعموماً تلك الشكوك سوف تؤثر باستقرار الزواج، إن لم تسقطه".
أما تعليقه حول اللجوء لمواقع الزواج الموثقة والمراقبة لمعرفة عقلية الزوج قبل الزواج، بدل التورط بعلاقات تنتهي بالاستغلال والفشل والشكوك أردف قائلاً:
"لن أكون ضد زواج النت، ولن أكون معه في نفس الوقت، الحكم للواقع والمقبول اجتماعياً. من تفكر بالزواج عبر النت عليها أن تضع لنفسها حدوداً لا تتجاوزها, وتحذر من تقديم التنازلات، فمن يريدها بالحلال لن يكرهها على تقديم التنازلات, بل الحقيقة هي العكس بأنه سوف ينتقدها في سره أن أقدمت على التنازلات. ومن يخرج عن ذلك فليس بجاد ويشك في أمره.
وبالنسبة لحدود التعامل الذي ينصح من تريد الزواج من المواقع ألا تحيد عنه أردف قائلاً : "يجب أن تضع الفتاة في ذهنها أن هناك من يتلاعب وله أغراض نزوية، فقد يطالبها بمحادثتها سراً وإرسال صورتها ويوهمها أن مقصده نبيل، ثم إن استجابت انحرف مسار التعارف، وأصبحت تلك العلاقة مصدرا للتهديد, وفرصة سانحة للابتزاز, لذا فلتغلق هذا الباب تماماً فالثقة بالمجهول تجلب الويلات، ومن يريد رؤيتها من أجل التقدم للزواج فهناك رؤية شرعية، تتم بمعرفة أهلها خصصت لهذا الغرض، فإن تناسبا أو فله الحق أن ينسحب.
ويجب عليها أن تبتعد عن التبسط، وأن يكون حديثها جاداً، حول الغاية المحددة منه وألا تسمح له بالتواصل المطول.
وفي النهاية عبر أ. ماجد عن خوفه على الفتيات من الدخول في أنفاق مظلمة، تزيدهن تخبطاً وضياعاً، ونصح الفتيات بالحذر وتجنيب النفس الوقوع في الخديعة.
* المصدر : لها أون لاين *
***
***
التعارف عبر شبكات التواصل الاجتماعية.. حب حقيقي أم وهم؟