عبارة عن مواد كيميائية لها المقدرة على إحداث الأذى والضرر، أو التوعك، أو الموت. ينشأ الأثر السمي عادة عن طريق تفاعل كيميائي يحدث إما عن طريق الاستقلاب (الأيض أو عملية التمثيل الغذائي( أو التلامس وذلك على المستوى الجزيئي.
جرائم الاغتيال:
عرفت الإنسانية جرائم الاغتيال منذ القدم والذي كانت تقف وراءه أطماع ومصالح وأهداف محددة، إلا أن المجتمعات القديمة لم تعرف ما عرفته المجتمعات الحديثة والمعاصرة من أدوات وأساليب وتقنيات الاغتيال. ولقد مارست التنظيمات السرية الصهيونية الاغتيال قبل إعلان قيام دولة الكيان لتحقيق أهداف ما، وبعد تأسيس الدولة الصهيونية عام 1948م اشتركت أجهزتها الأمنية مع المنظمات السرية في القيام بهذه المهمة.
مفهوم الاغتيال لدى الصهاينة:
اغتيال الشيء يعني القضاء عليه والتخلص منه، وهو من الغل.. (الكراهية الشديدة)؛ ويشير هذا المفهوم إلى دلالات عدة، حيث الاغتيال يكون بنية مبيتة، ويأتي على غفلة للشخص "المغتال". معنى ذلك أن عملية الاغتيال يسبقها تخطيط وتدبير محكم وتدريب قبل الشروع في عملية الاغتيال.
القانون الصهيوني يبارك الاغتيال:
تجدر الإشارة إلى أن القانون الصهيوني يبيح اغتيال أو قتل "أعداء دولة الكيان". ففي نهاية عام 1972م، وبعد قتل 11 رياضيا صهيونياً في أولمبيات ميونخ، صادق الكنيست بأغلبية ساحقة، باستثناء ممثلي الحزب الشيوعي وقتها، على قانون يسمح بمعاقبة واغتيال أي أجنبي متهم بالعمل ضد دولة الكيان، بغض النظر عن مكان وقوع هذا العمل.
أين تنتج دولة الكيان سم الاغتيالات الصامتة؟
معهد "نيس تسيونا" إنه المعهد البيولوجي في مدينة " ريشون ليتسيون "، جنوب شرق مدينة تل الربيع (تل أبيب)، أكثر المنشآت الأمنية سرية في دولة الكيان، يفرض الكيان الصهيوني رقابة عسكرية مشددة على كل مادة إعلامية تتعلق به، ويشغل هذا المعهد 300 من العلماء والفنيين، ويضم عدة أقسام، كل منها يتضمن خط إنتاج محدد لإنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية. ومعظم هذه الأقسام يتخصص في إنتاج المواد البيولوجية ذات الاستخدام الحربي، مثل السموم التي تستخدم في عمليات الاغتيال.
ضحايا هذا المعهد :
داخل هذا القسم أنتج السم الذي استخدمته وحدة الاغتيال في الموساد المعروفة بـ " كيدون " في المحاولة الفاشلة في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عام 1997م، لكن لا خلاف على إن أول استخدام لمنتجات هذا المعهد في عمليات الاغتيال كانت أواخر عام 1977م، حيث أجاز رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق مناحيم بيغن لجهاز الموساد تصفية وديع حداد، أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبر دس مادة بيولوجية سمية في الشوكولاته البلجيكية التي كان مولع بتناولها، غير أن هذه المادة البيولوجية أو السم قد تم إنتاجها لأول مرة في المعهد البيولوجي. وكانت آلية عمل السم تقوم على التأثير التدريجي على صحة الضحية، بحيث لا يموت فجأة، فيتم الكشف عن هوية العميل والآلية المستخدمة. وبالفعل حدث تدهورعلى صحة حداد، وتم نقله لإحدى مستشفيات ألمانيا الشرقية، حيث تم تشخيص مرضه كسرطان دم، وتوفي حداد في 28 مارس عام 1978م . لكن تبين بعد 32 عاماً إن سبب الوفاة هو السم، الذي أنتج في المعهد البيولوجي.
أيضا كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضحية لفيروس سام من قبل الموساد الصهيوني منتج من نفس المعهد في عملية كودية عرفت باسم "القتل اللذيذ" بعدها يرحل جمال عبد الناصر تاركا وراءه لغزا نكشفه بعد 41 عاماً من رحيله.
واليوم ينكشف سر موت الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد ثمان أعوام من رحيله، فقد تبين ان سم البولونيوم المتهم الأول بقتل عرفات، هو عنصر كيميائي في الجدول الدوري يرمز له بـ Po وعدده الذري 84. يعد من أشباه الفلزات، وله نشاط إشعاعي نادر. والبولونيوم كذلك سام كيميائياً. وهو شديد الخطورة ويتطلب معدات خاصة وطرق صارمة للتعامل معه.
أجسام ألفا التي يشعها البولونيوم تدمر الأنسجة الحيوية بسهولة إذا ما ابتـُلع (بالتنفس أو الامتصاص) يتم إعداده داخل المفاعل النووي ويستخدم البولونيوم مصدرا للنيوترونات في عمليات الطاقة النووية والإشعاع، ويعتبر "البولونيوم 210" سما مثاليا في مجال الاغتيالات، فهو قاتل ولا يمكن تحديده إلا بعد فوات الأوان.إن جرعة من المسحوق الأبيض اقل من حبة الملح كان لها أن توضع في شراب بدون إن تغير الطعم كفيلة بإنهاء وتدمير أنسجة الجسم، وقد عقب احد المختصين الأردنيين أنه ربما لن يجد المحققون شيئا من مادة البولونيوم المفترض وجودها في جثمان عرفات لأن عمرها قصير 136يوما قبل ان تتلاشى نهائيا وحيث ان وفاة عرفات قد مضى عليها 8 سنوات.وقد كان أول ضحايا البولونيوم الجاسوس الروسي ألكساندر ليتفيننكو في 2006 أعلن أنه كان بسبب التسمم بالبولونيوم.
إن دولة الكيان لم تتوانى في قتل أعدائها أينما وجودوا وبكافة السبل فقد ضربت جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية عرض الحائط للوصول إلى مبتغاها من قتل أعدائها هذه هي الثقافة الصهيونية .