جاء إلى بلدة لا يعرفه فيها أحد، ادعى أنه طبيب يعالج الأمراض، صدقه أهل البلدة لبساطتهم، وكانوا يأتون إليه فيستفسرون عن أمراضهم، ليقول لهم "عودوا لي يوم الغد وسوف أعطيكم الدواء المناسب، فأنا لا أحب أن أعطي قرارات سريعة".
في المساء، كان يتصل بصديقه عمل كطبيب حقاً في العاصمة، وكان ذلك الصديق يعطيه الإجابات، ومع الزمن بنى الرجل الكاذب خبرة كبيرة في توصيف الأمراض فلم يعد يستعين بصديقه كثيراً، ومع الزمن باتت استعانته بصديقه محدودة للغاية لا تزيد عن مرة واحدة في السنة.
ومع الأيام، تعرض لوعكة صحية، فدرس أعراض نفسه، وأعطى نفسه دواءً، ليسقط مغشياً عليه ويتم انقاذه في اللحظة الأخيرة، وذلك لأنه لم يكن يدرك بأن لديه حساسية من بعض المكونات فيها. نسي هذا الشاب أنه ليس طبيب، فكذبه على الناس جعله يصدق في النهاية قدرته على إعطاء الأدوية، ولم يعرف أنه علينا لكي نكون صادقين مع أنفسنا أن نكون صادقين مع الآخرين.