الأخوه الكرام .. اليكم هذه الشهاده على العصر من أحد أبطال الجيش العربي .. العميد الركن المتقاعد بادي عواد :
لقد استمعت لبرنامج محمد حسنين هيكل وهو يتجنى على تاريخ هذا البلد وقيادته الهاشمية وأود ان اوضح لهيكل كجندي عاش تاريخ بلده بدءا من حرب 48 دور بلدي وقيادته ما قبل 48.
وابدأ بقيادته الهاشمية حيث ضحى آل هاشم من اجل قضايا الامة العربية ابتداء من الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه الذي طلب منه الحلفاء ان يوقع على فلسطين وطنا قوميا لليهود ورفض ذلك وقال كلمته المأثورة ان السلطان عبدالحميد ليس اولى مني بالرفض كعربي هاشمي, وكان مصيره ان نفاه الحلفاء الى قبرص وتوفي رحمه الله في قبرص ودفن في الاقصى.
اما دور الملك عبدالله المؤسس فقد دفع حياته ثمنا لوطنيته شهيدا في الاقصى وعلى عتباته. اما دور الملك طلال الوطني الذي اعرفه شخصيا انه كان ضد الوجود الانجليزي في الاردن, وايضا واكبت مسيرة الحسين بن طلال الذي نفذ رؤية والده وطهر الجيش من الوجود الانجليزي وأنهى المعاهدة البريطانية, ومن هنا عشت حروب فلسطين واعرف ماذا قدمت كل دولة عربية في حرب 48 حيث كنت جنديا في الجيش العربي الباسل الذي له دور بطولي في فلسطين, ولا ينكر دور هذا الجيش كل انسان صاحب ضمير عربي حر, ومن هنا اقول لمحمد حسنين هيكل عندما اُسندت القيادة العربية للملك عبدالله بن الحسين لقيادة الجيوش في حرب 48 تم تقسيم الجيوش الى اربعة محاور, محور الشمال: من كوكب الهوى الى الشمال للجيش السوري وجيش الانقاذ, ومن كوكب الهوى الى الجنوب للجيش العراقي البطل حتى رام الله, ومن رام الله الى بيت لحم والقدس للجيش الاردني ومن بيت لحم الى الجنوب كانت للجيش المصري حتى غزة, غير ان الجيش المصري قد تأخر في الدخول للمعركة مما اضطر الجيش الاردني الى بعث سرية من الكتيبة الثانية وايضا وحدة من الحاميات والتي كانت بقيادة بهجت طبارة, ولما بدأت الحرب كان الجيش السوري مشكلا حديثا بعد الاحتلال الفرنسي, وقد تمكن اليهود من هزمه الى الجولان ولم يبق الا جيش الانقاذ الذي كان معهم في نفس المحور, اما الجيش العراقي البطل فتمكن من دحر اليهود ووصل حتى الخضيرة على حدود البحر الابيض المتوسط, وان شهداءه تشهد لهم اضرحتهم الموجودة في منطقة جنين ونابلس والمفرق, وكان ذلك تحت قيادة هاشمية ممثلة بالملك فيصل, اما جيشنا العربي الاردني الباسل والذي انكر عليه هيكل وعلى قيادته الهاشمية بطولاته, كان في القدس ومنطقة باب الواد وقدم الكثير من الشهداء بقيادة رجال أبطال أمثال حابس المجالي, اما في القدس كانت الكتيبة الثالثة البطلة والتي سماها الملك عبدالله الكتيبة الوحيدة والحامية الموجودة داخل اسوار القدس بقيادة المرحوم عبدالله التل استطاعت ان ترغم اليهود على رفع العلم الابيض على غرب كنج ديفيد وذهب المرحوم عبدالله التل لتوقيع اليهود على الاستسلام لكن بريطانيا وفرنسا دعمتهم ورفضوا الاستسلام, وكتب الكونت برنادوت اثناء الهدنة الاولى الى هيئة الامم المتحدة وذلك لفرض تقسيم 47 بالقوة على العرب واليهود, والذي طالب فيه الملك عبدالله طيب الله ثراه, غير ان اليهود قتلوا الكونت برنادوت واستمرت المعركة بيننا وبين اليهود في القدس واستطاع الجيش الاردني ان يأسر شارون ومعه 60 يهوديا في القدس, ولما اشتد القتال بيننا وبين اليهود تم دعمهم من قبل الحلفاء, وقد ارسل المغفور له الملك عبدالله برقية الى قائد الجيش الاردني آنذاك جون كلوب يقول فيها استحلفك بالله وبشرف بريطانيا العظمى انك عندما ترى ان القدس آلت الى السقوط أن تبلغني حتى آتي اليها وأموت بها ولا أراها تسقط امام عيني وعممها جون كلوب كما وردت من الملك الى وحدات الجيش الموجودة في القدس مما جعل الجيش يقاتل بضراوة وفي ليلة واحدة سقط من الوحدات الموجودة في القدس وحدها 600 بين جريح وشهيد.
اما في باب الواد فتحطم 13 هجوما من قبل اليهود ولم يتزحزح جيشنا هناك, وكان ذلك بقيادة المرحوم حابس المجالي واخوانه الموجودين في الوحدات الاخرى وفرضت الهدنة الاخيرة عليه. بالنسبة للجيش المصري فلم يقم بأي معركة في فلسطين الا معركة الفالوجة والذي تمرد بها جمال عبدالناصر ومحمد نجيب واثناء ذلك منع الملك فاروق وصول الذخائر للجيش العربي الاردني وذلك قبل فرض الهدنة الثانية.
اما بالنسبة الى مواقف المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه, اود أن اقول لمحمد حسنين هيكل ان الملك الحسين عندما قام الهجوم الثلاثي على مصر في عام 56 وقف الى جانب مصر وجمع الضباط وطلب منهم أن يقوموا بهجوم ضد القوات الاسرائيلية المتاخمة لحدود الاردن وذلك لتخفيف الضغط عن الجيش المصري من الهجوم الثلاثي الذي كان يتألف من بريطانيا وفرنسا واسرائيل, غير ان جمال عبدالناصر طلب من الملك الحسين ان لا يضحي بجيشه من اجل هذا الهجوم وان جلالة الملك الحسين كان همه امته العربية مقدماً ذلك على مصالحه الشخصية. اما مواقف الملك الحسين في حرب (67) فأود أن أذكر هيكل ان مصر هاجمت من خلال اذاعة صوت العرب الملك الحسين والشعب الاردني غير ان جلالته تجاوز الاساءة, وقبل أن تبدأ الحرب بعشرين يوماً ذهب الى القاهرة والتقى جمال عبدالناصر, وذلك عندما شعر ان عبدالناصر مصرّ على الحرب, واراد جلالة الملك ان يقف مع مصر وقيادتها, وكان الاعلام المصري آنذاك يعد الشعوب العربية بالنصر. وبعد ان اتفق جلالته مع القيادة المصرية بمشاركته في كافة مواقفه ووعده عبدالناصر ان يمد الاردن بالغطاء الجوي وكتيبة صاعقة, وتم الاتفاق على عمل قيادة عربية موحدة مكونة من مصر والاردن وجاء مع الملك عبدالمنعم رياض وعاطف المجالي, ووضع الملك, عبدالمنعم رياض مسؤولا عن قيادة المعركة الاردنية وعندما بدأت الحرب وخذل قادة الجيش المصري زعيمهم جمال عبدالناصر رحمه الله, واقاموا احتفالا في مطار القاهرة بوجود وردة الجزائرية في سهرة.
مع الفجر تمكن سلاح الجو الاسرائيلي من تدمير كافة الطائرات المقاتلة المصرية على مرابضها في المطار وحدثت هزيمة الجيش المصري, حيث فقد غطاءه الجوي, ودمرت دروعه وقواته المتاخمة لإسرائيل وخلال 48 ساعة كان الجيش المصري غرب قناة السويس, هذا مسار معركة 67. اما مواقف الملك الحسين وجيشه العربي الذي قاتل بضراوة في القدس وكان نداء الملك حسين يعطي الجيش القوة والمعنوية بالقتال, حيث كان يقول بأيديكم وأظافركم وأسنانكم القدس قدسنا ولن نفرط بذرة تراب من ترابها الطاهر, وبقي الجيش الاردني صامدا يقاتل الاسرائيليين وفقد ما يفوق 400 شهيد في القدس وحدها هذا بالإضافة للجرحى الذين كانوا بالمئات وايضا المفقودون الذين لا نزال لا نعرف مصيرهم. هذه هي المواقف التي انكرها هيكل على جيشنا العربي وقيادته الهاشمية الحكيمة وان بطولات هذا الجيش وقيادته اعترف بها اليهود لباحث امريكي وقالوا انهم لم يواجهوا في حروبهم مع مصر وهي الجيش الاقوى من حيث التسليح ما واجهوه مع الجيش الاردني من قوة وضراوة في القتال وان الجيش الاردني اقوى شراسة من كافة الجيوش العربية. واقول لمحمد حسنين هيكل ان الجيش الاردني رغم قلة تسليحه وعدده غير انه اظهر شراسة وصمد 6 ايام علما بأنه كان الجيش الوحيد على ارض فلسطين بعد ان تم تدمير الجيش المصري واندحار الجيش السوري ما ادى الى توحيد جهد العدو الاسرائيلي باتجاه جبهة واحدة فقط وهي الجبهة الاردنية بقيادة المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه والذي بكى وعلى مرأى من الجميع لسقوط القدس مدركا تماما بأن هذا السقوط لم يكن بقدرته ولكن بخذلان الامة العربية له ابتداء من مصر
العميد الركن المتقاعد بادي عواد
جريدة الغد ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]4 نيسان 2009