أفلا تكون عبدا شكورا ؟
فى ليلة كان الحبيب صلى الله عليه و سلم فى فراش عائشة
فقام و قال لها : يا عائشة ذريني أتعبد لربي
قالت : والله إني لأحب قربك , و أحب ما يسرك
فقام الحبيب صلى الله عليه و سلم
وتوضأ و بدأ يصلى
ويبكى حتى بل الأرض
إلى أن جاء بلال يستأذن ليؤذن لصلاة الفجر
فلما رآه يبكي
قال : يا رسول الله تبكي و قد غفر الله لك ما تقدم من
ذنبك و ما تأخر ?
قال : أفلا أكون عبدا شكورا ?
وآه للأمثالنا
!!!
هذا الحبيب المعصوم صلى الله عليه و سلم
خير خلق الله و أحبهم إليه
يقوم و يبكى و يقول " أفلا أكون عبدا شكورا "
أما نحن
مذنبون مخطئون مقصرون مفرطون
سيئاتنا كثيرة و حسناتنا قليلة
و نضحك و ننام ولا نقوم الليل
وإن قمنا لم نبكى و لم نخشع
و من منا قام حتى تورمت قدماه من طول القيام ؟
ومن منا قام بأكثر من خمسة أجزاء فى ركعة واحدة ؟
ومع كل هذا التقصير
ومع كل هذه الذنوب
فإننا آمنون كما لو أنا قد ضمنا الجنة و حصلنا على براءة من النار
نأكل و نشرب وننام
ولا يقلق منامنا لهيب نار قد علمنا أنا واردوها ولم نعلم أنا منها ناجون
نضحك ومالك خازنها لم يضحك منذ خلقت وهو الذى لن يدخلها أبدا ونحن لا نعلم من منا سيدخلها و من منا سينجو منها
منذ انتهى رمضان والكثيرين و كأنهم قد حصلوا على عهد من الله أن يدخلهم الجنة
يا مسكين
إنك لا تضمن ركعة واحدة من التراويح قد قبلت لك
لا تضمن هل قبل لك صيام يوم واحد أم لا
؟؟؟
أرأيت لو أن شخصا أحضر هدية بسيطة ثمنها 10 جنيهات مثلا
و أراد أن يهديها لملك من ملوك الدنيا ؟
ألا تظن معى أن الكل سيقول هذه هدية لا تليق بالملك
؟؟؟
إن أعمالنا لا تستحق أن يقبلها الله
فكم صلاة صليتها خشعت فى كل لحظة فيها منذ تكبيرة الإحرام إلى التسليم ؟
وبكم تصدقت ؟
لقد تصدق أبوبكر بكل ماله أربعة مرات
فهل تصدقت أنت مرة واحدة بنصف مالك ؟ بربع مالك ؟
بل الله يقبل ممن يقبل منه بفضله و منته و كرمه
فتودد إليه و تضرع إليه و تذلل و انكسر بين يديه
طالبا منه القبول لقليل عملك
والتجاوز عن كثير ذنوبك
و إياك أن تترك العمل قبل أن تدخل الجنة
فما دمت خارج الجنة فأنت فى خطر مطالب بالعمل و الخوف و الرجاء
وإياك أن تفتر أو تغفل فيأتيك الموت و أنت على غفلتك
نسأل الله حسن الخاتمة
آمين