شتاء من دون مطر ..

الجنس : ذكر

هذا هو وليدها الأخير الذي حَبِلت بهِ إذْ تُصارعُ ضِدَّ التيار،
وكنجمةٍ تنتمي للبحر تمارِسُ فِعلَ ( الحبِّ) كصفعةٍ أولى
مع أمواجه الزرقاء
موجة . . فموجة
وقطرة ماءٍ . . فقطرة
وعلى مسافة مرساةٍ واحدة بين جثَّة كابوسٍ
وَ .. ترنيمة حلمٍ يُلوِّح لها من بعيد كسراب المرافئ.

*************

ارتدت مِعطفها ( المُنى) بكفوفِ الصبر على عَجلٍ وخِفَّة ،
وانسلّت من بوابات الأرق نحو نور فجرٍ يهفو إليها منذ عام.
تُرى ماذا كانت قبل عام ؟؟
هي أجملُ النساءِ قبل عام.

*************

تغرقُ في لُجّةِ التأملات
-هل ستكرهينني إذا مِتّ؟؟
- نعم ، لأنني أكره الموتى
ولا ، لأنك لم تعدني يوماً أن تعيش
أنا لا أريدُ أن أستخلصك لنفسي بل . . للكون.

************
كانت امرأة تهرولُ في اللا مألوف .. وترعى كأمٍ حنون علاقة
الشهد بإبر النحل، وتخلع - أثناء ذلك - ما تبقى في أعماقِها من
آلامٍ كثوبٍ مهترئ ولا ترتدي غير.. ثوب الدهشة والترقُّب.

************

تذكَّرت كلماته صاخبة : أنا لا يهمني الكون، فليذهب إلى الجحيم
هذا الكون الذي لم يحرِّك ساكناً لمنعِ اختفاء مَنْ نُحبّ ،
ما يهمني هو أنتِ.

*************

رعشة خارقة تتملك كيانها الفضي وهي تدور في المدارات ،تراقب
عن كثب ماذا حلَّ بالكون من دمار ومن مقاصلٍ ومشانق،
تسير نحو النور . . ومعها خلطة سرية لا تعرف الهزيمة:
غابة مسكٍ ، زهرة عنبر، صخرة مرمر وردٌ أحمر . . وماءٌ
زلال كأنه كوثر
لا لن تترك الكون يُدمّر .

***********

تحلم بدوام الحلم ذاته، فالطاقة على الحلم لم تهجرها يوماً،
ولأن الحلم مجانِّي فهي بالطبع تحلم ..بالمستحيل.
ردّت عليه واثقة : أنا يهمني الكون ،لأنَّ عليَّ إعماره من جديد،
ولكنني أحتاج حفنةً من مطر حتى أغسل وجهه الذي تراكم
عليه الغبار والقلق!.

********

تمشي في (الجفاف) بينما شلالات اللهفة تدُّق متاريس إرادتها الحرة
نحو النور تسير
تغوص بالرمل قدماها ويداها فارغتان بينما تحاول بجِّد أن تجمع
أكبر كميةٍ ممكنةٍ من أمطارِ المجهول والمفاجأة!!

ثم تردد على أسماع الكون تعويذتها الجهرية:

شتاءٌ من دون مطر . . لن يجعلنا نيأس
شِتاءٌ من دون مطر . . لن يجعلنا نيأس

**

( لانا راتب المجالي )

***

***

الجنس : انثى

الجنس : ذكر