الخدمات العامة ..!
مازلنا نعتمد في الخدمات العامة على نظام المتعهدين الفاشل .. وهو السبب الأول بخراب مالطا وبتلك المناظر الخدمية السيئة في بلدنا ابتداءً من الشوارع المحفرة والريكارات التي باتت معجزة ! والأرصفة المتموجة وبعدة أنواع من البلاط والألوان حسب طلب صاحب المحل ودفعه المعلوم .. والحفر والطمر عشرات المرّات دون الإلتفات للمليارات التي تهدر والغبار والتلوث الذي يحدثه ذلك بالبيئة .. فكل نجار باطون اشترى كم دفة من الأخشاب المهترئة وحصل على تعهد وبدأ ( الفعي بمنطقته ) بإنشاء أسوأ الخدمات بعد دفعه المعلوم للمهندس المشرف عليه ودون أي وازع أو ضمير أو حس وطني بأن تلك الخدمات هي لأولاده ومجتمعه .. وأذكر أن أحد المتعهدين وقعت زوجته على أحد الأدراج التي نفذها بنفسه فكسر حوضها ودفع مئتان وخمسون ألف لإصلاحها عفوا أجرة عمليات والحادثة حقيقية وسببها سوء تنفيذ منه .. ونسأل هذا المتعهد ( المواطن ) لماذا لم يعمل بضمير..؟ ولماذا كل ما يفعله بعيد عن الذوق العام والجمال مع أن الأموال والمواد التي تصرف كافية ووافية ومع هذا تحتاج للإصلاح بعد تنفيذها مباشرة .. ألا يعرف أن ما يقبضه حراما وسيدفعه أضعاف ..؟ أليس هذا وطنه حتى لو لم يكن عليه رقيب أو حسيب إلا الله .. أليس هذا تخريب مقصود من بعض المتعهدين لإعادة استلام ما نفذوه مرة ثانية وثالثة وعاشرة أم أن الميزانية على حسابهم .!! أما حان الوقت لأن تستلم تلك الخدمات شركات كبيرة محترمة مسؤولة عن أعمالها وجودتها وحتى صيانتها الدائمة بعد إنشائها .. وتلاحق قانونيا بأشد العقوبات وترفع الدعاوي عليها من قبل المواطنين المتضررين كما هو معمول به في كل دول العالم ..؟